طالما تفاخر بنيامين نتنياهو بعلاقته “الخاصة” مع دونالد ترامب، بل ووصفه بالحليف الذي لا يُقدّر بثمن في القضايا المصيرية لإسرائيل، لكن المشهد اليوم يبدو مختلفاً تماماً.
مراراً وتكراراً، ترامب يُقصي نتنياهو عن الملفات الكبرى..من المفاوضات النووية مع إيران إلى التهدئة مع الحوثيين وصولاً إلى الصفقة المفاجئة لإطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر من قبضة حماس؛ صفقة لم تكن إسرائيل طرفاً فيها ولم يُطلب منها أي تنازلات.
والمفاجأة الأكبر في أول جولة خارجية لترامب، والمقرر أن تشمل السعودية والإمارات وقطر، تتجاهل تل أبيب تماماً، لا زيارة ولا لقاء ولا حتى تنسيق؛ الأمر الذي أثار علامات استفهام واسعة في إسرائيل، فماذا حدث للتحالف الحديدي بين ترامب ونتنياهو؟
صحيفة واشنطن بوست كشفت أن ترامب يتعمّد تهميش نتنياهو؛ ما أشعل القلق داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية التي اعتادت لعقود على التشاور الدائم مع البيت الأبيض. أما التقارير العبرية فقد تحدّثت عن “صدمة عارمة” اجتاحت الحكومة بعدما تبيّن أن الصفقة التي أطلقت بموجبها حماس سراح الجندي ألكسندر تمّت بالكامل خارج علم نتنياهو.
ورغم تبرير السلطات الإسرائيلية أن معرفتها بالصفقة جاءت عبر جهد استخباراتي، فإن عدم إشراكها في التفاوض شكّل صفعة سياسية لنتنياهو الذي سارع إلى إعلان أن “المفاوضات ستُجرى تحت النار” رافضاً وقف العمليات العسكرية.
في الداخل الإسرائيلي استغل المعارضون هذه اللحظة للتشكيك بقدرة نتنياهو على الحفاظ على العلاقات مع واشنطن.. زعيم المعارضة يائير لابيد وصف التفاهم الأمريكي مع حماس بـ”الفشل الدبلوماسي الفادح”، محمّلاً الحكومة مسؤولية استعادة الرهائن.
في تحليل أعمق، قال دينيس روس، المسؤول الأمريكي السابق، للصحيفة، إن إسرائيل تشعر بتجاهل لمخاوفها بشأن المفاوضات مع إيران والتحديات الأمنية الأخرى، مشيراً إلى أن ترامب يحدد مصالح إسرائيل من خلال إطار اقتصادي وتجاري وليس وفقاً للسياق الجيوسياسي أو الأمني.
ويبدو أن جناحاً مشككاً بالسياسة الأمريكية تجاه إسرائيل بدأ الصعود، خاصة داخل الحزب الجمهوري؛ وهو ما يمثل تحدياً جديداً؛ ففي الماضي كانت إسرائيل تعتمد على دعم الكونغرس خصوصاً من المشرعين الجمهوريين ولكن الآن بدأت بعض الشخصيات البارزة، مثل مارجوري تايلور غرين، الابتعاد عن إسرائيل ما يتركها دون دعم كافٍ داخل الأروقة الأمريكية.. فهل نشهد بداية تصدع التحالف الحديدي؟